فصل: الشاهد الخامس عشر بعد المائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.عود أحمد نيال تكين إلى العصيان.

ولما عاد السلطان إلى خراسان لقتال الغز عاد أحمد نيال تكين إلى العصيان بالهند وجمع الجموع فبعث السلطان سنة ست وعشرين وأربعمائة إليه جيشا كثيفا وكتب إلى ملوك الهند بأخذ المذاهب عليه فلما قاتله الجيوش انهزم ومضى هاربا إلى ملتان وقصد منها بهاطية وهو في جمع فلم يقدر ملك بهاطية على منعه وأراد عبور نهرالسند في السفن فهيأ له الملك ليعبرإلى جزيرة وسط النهر ظنها متصلة بالبر وأوصى الملك الملاحين أن ينزلوه بها ويرجعوا عنه وعلموا أنها منقطعة فضعفت نفوسهم وأقاموا بها سبعة أيام ففنيت أزوادهم وأكلوا دوابهم وأوهنهم الجوع وأجاز إليهم ملك بهاطية فاستوعبهم بالقتل والغرق والأسر وقتل أحمد نفسه.

.مسير علاء الدولة إلى أصفهان وهزيمته.

كان أبو سهل الحمدوني قد أنزله السلطان بأصفهان ودلهم على الزاحي القريبة من علاء الدولة فأوقع بهم وغنم ما معهم وقوي طمعه بذلك في أصفهان فجمع الجموع وسار إليها فخرج إليهم أبو سهل وقاتلهم وتحيز من كان مع علاء الدولة من الأتراك إلى أبي سهل فانهزم علاء الدولة ونهب سواده وسار إلى بروجرد ثم إلى الطرم فلم يقبله ابن السلار صاحبها.

.فتح جرجان وطبرستان.

كانت جرجان وطبرستان وأعمالهما لدارا بن منوجهر بن قابوس وكان السلطان مسعود قد أقره عليها فلما سار السلطان إلى الهند وانتشر الغز في خراسان منع الحمل وداخل علاء الدولة بن كاكويه وفرهاد بن ماكان في العصيان فلما عاد مسعود من الهند وأجلى الغز عن خراسان سار إلى جرجان سنة ست وعشرين وأربعمائة فملكها ثم سار إلى آمد فملكها وفارقها أصحابها وافترقوا في الغياض فتبعهم وقتل منهم وأسر ثم راسله دارا في الصلح وتقرير البلاد عليه وحمل ما بقي عليه فأجابه السلطان إلى ذلك ورجع إلى خراسان.

.استيلاء طغرلبك على خراسان.

كان طغرلبك وأخواه بيقو وحقربيك واسم طغرلبك محمد ولما أسر السلطان محمود أرسلان بن سلجوق وحبسه كما مر وأجاز أحياء من الغز إلى خراسان فكان من أخبارهم ما قدمناه وأقام طغرلبك وإخوته في أحيائهم بنواحي بخارى ثم حدثت الفتنة بينهم وبين علي تكين صاحب بخارى وكانت بينهم حروب ووقائع وأوقعوا بعساكره مرارا فجمع أهل البلاد عليهم وأوقع بهم واستلحمهم واستباحهم فانحازوا إلى خراسان سنة ست وعشرين وأربعمائة واستخدموا لصاحب خوارزم وهو هرون بن التوتناش وغدر بهم فساروا عنه إلى مفازة نسا ثم قصدوا مرو وطلبوا الأمان من السلطان مسعود على أن يضمنهم أمان السابلة فقبض على الرسل ولم يجبهم على ما سألوا وبعث العساكر فأوقعوا بهم على نسا ثم طار شررهم في البلاد وعم ضررهم وسار السلطان ألب أرسلان إلى نيسابور ففارقها أبو سهل الحمدوني فيمن معه واستولى عليها داود وجاء أخوه طغرلبك على أثره ولقيهم رسل الخليفة إليهم وإلى العراقية الذين قتلهم بالري وهمذان يعنفهم وينهاهم عن الفساد ويطمعهم فتلقوا الرسل بالإعظام والتكرمة ثم امتدت عين داود إلى نهب نيسابور فمنعه طغرلبك وعرض له بشهر رمضان ووصية الخليفة فلج فقوي طغرلبك في المنع وقال: والله لئن نهبت لأقتلن نفسي فكف داود عن ذلك وقسطوا على أهل نيسابور ثلاثين ألف دينار فرقوها في أصحابهم وجلس طغرلبك على سرير ملك مسعود بدار الملك وصار يقعد للمظالم يومين في الأسبوع على عادة ولاة خراسان وكانوا يخطبون للملك مسعود مغالطة وإيهاما.

.مسير السلطان مسعود من غزنة إلى خراسان واجلاء السلجوقية عنها.

ولما بلغ الخبر إلى السلطان مسعود باستيلاء طغرلبك والسلجوقية على نيسابور جمع عساكره من غزنة وسار إلى خراسان فنزل بلخ في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة وأصهر إلى بعض ملوك الخانية دفعا لشره وأقطع خوارزم ولحق إسماعيل بطغرلبك ثم أراح السلطان مسعود وفرغ من خوارزم والخانية فبعث السلطان سباسي فسار إليهم في العساكر فلم يشف نفسه ونزل سرخس وعدلوا عن لقائه ودخلوا المفازة التي بين مرو وخوارزم واتبعهم السلطان مسعود وواقعهم في شعبان من هذه السنة فهزمهم فما بعدوا حتى عادوا في نواحيه فأوقع بهم أخرى وكان القتلى فيها منهم ألفا وخمسمائة وهربوا إلى المفازة وثار أهل نيسابور بمن عندهم وقتلوهم ولحق فلهم بأصحابهم في المفازة وعدل السلطان إلى هراة ليجهز العساكر ليطلبهم فبلغه الخبر بأن طغرلبك سار إلى أستراباذ وأقام بها في فصل الشتاء يظن أن الثلج يمنعهم عنه فسار السلطان إليه هنالك ففارقها طغرلبك وعدل عن طوس إلى جبال الري التي كان فيها طغرلبك وأصحابه وقد امتنعوا بحالهم خوفا من السلطان لما كان منهم من موالاة السلجوقية فاغذ إليهم السير وصبحهم فتركوا أهلهم وأموالهم واعتصموا بوعر الجبل وغنمت عساكره جميع ما استولوا عليه ثم صعد إليهم بنفسه وعساكره وهلك كثير من العسكر بالثلج في شعاب الجبل ثم ظفروا بهم في قلة الجبل واستلحموهم وسار مسعود إلى نيسابور في جمادى سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ليريح ويخرج في فصل الربيع لطلبهم في المفاوز ثم عاد طغرلبك وأصحابه من المفازة وبعث إليهم السلطان بالوعيد فيقال إن طغرلبك قال لكاتبه أكتب إليه: {قل اللهم مالك الملك} الآية ولا تزده عليها ولما ورد الكتاب على السلطان مسعود كتب إليه وآنسه بالمواعيد وبعث إليه بالخلع وأمره بالرحيل إلى آمل الشط على جيحون وأقطع نسا لطغرلبك ودهستان لداود وبدارة لبيقو وسمى كل واحد منهما بالدهقان فلم يقبلوا شيئا من ذلك ولا وثقوا به وأكثروا من العيث والفساد ثم كفوا عن ذلك وبعثوا إلى السلطان مسعود يخادعونه بالطاعة ببلخ ورغبوه في أن يسرح إليهم أخاهم أرسلان المحبوس بالهند فبعث إليه السلطان مسعود وجاؤوا بأرسلان من الهند ولما لم يتم بينهم أمر بإعادته إلى محبسه.